الخميس، 28 أبريل 2011

الحلقة الثامنة – ألم النمو




اللحظة الحاسمة التي تنتظرها قد أتت أخيراً ، وها أنت ترى نفسك الشخص الجديد بالمهارات الجديدة التي تحلم بامتلاكها والعادات السلبية وقد تخلصت منها اخيراً واصبحت الشخص شبه الكامل الذي تود الوصول اليه .
وبدأت في التخطيط ووضع الأهداف لمهاراتك التي تريد امتلاكها وقد احترت بين المهارات الكثيرة التي تريد اكتسابها بأيها تبدأ

سلسلة المحترفين - الموسم الأول - الحلقة الثامنة : ألم النمو

فبين المهارات العقلية كقوة الذاكرة والتفكير الايجابي والتفكير الابتكاري والابداعي .
وبين المهارات الشخصية : كالإنضباط الذاتي ، وادارة مستوى الحيوية والنشاط ومهارات الاتصال الرائعة مع الآخرين
ومهارات المذاكرة …إلخ .
المهم انك قد قررت أخيراً واخترت  إجدى المهارات التي تطمح وبشدة لاكتسابها وان تصبح جزءاً من شخصيتك الجديدة
وبدأت في التدرب عليها شيئاً فشيئاً حتى تكتسبها في اسرع وقت كما تظن .
وما أروع لحظات البداية حينما تقرأ وتبحث وتعلم عن المهارة الجديدة التي تود اكتسابها
لنقل مهارة الاتصال الرائع مع الآخرين وامتلاك تلك الشخصية الساحرة التي ينظر إليها الجميع بعين الحسد والغيرة .
قرأت وامتلاً عقلك بالمعلومات والمعارف الازمة لتطبيق واكتساب هذه المهارة ،
وحينما بدأت لأول مرة في تطبيقها انتابك ذلك الشعور الرائع بالانجاز والنشوة
( نشوة المعرفة تكلمنا عنها في الحلقة الرابعة من هذه السلسلة )
وعندما طبقت إحدى الوحدات المعرفية لهذه المهارة
( الوحدات المعرفية سوف نخصص لها نوتس لاحقة في الجزء الثاني من السلسلة : مرحلة الماهرين  )
ولكن في هذه الحلقة سنعرف الوحدات المعرفية للمهارة بأنها الخطوات المرحلية التي يجب إتقانها أولاً
كي تستطيع إتقان المهارة الكلية بمعنى :
نفترض بأنك تريد تعلم مهارة القراءة السريعة ( المهارة الكلية = مهارة القراءة السريعة )
القراءة السريعة لإتقانها يجب إتقان التالي :
1-     حركة العين الصحيحة .
2-     التنفس بطريقة صحيحة .
3-     تهيئة الذهن = الوصول للحالة الاسترخاء العقلي الألفا.
الآن كل خطوة من هذه الخطوات الثلاثة تعتبر مهارة في حد ذاتها وهي الوحدات الفرعية المكونة للمهارة الكلية وهي القراءة السريعة ، وتعد الوحدات الفرعية في حد ذاتها هي مهارة يجب إتقانها ويمكن أن تنطبق عليها القوانين التي تحكم تكون المهارات كما تنطبق على المهارة الكلية سنذكر هذه القوانين بالتفصيل في مرحلة الماهرين في الجزء الثاني من هذه السلسلة .
ومهارة أخرى كمهارة السباحة على سبيل المثال :
المهارة الكلية ( تعلم السباحة )
الوحدات الفرعية لمهارة السباحة:
1-     حركة القدمين .
2-     حركة الوسط الصحيحة .
3-     حركة الكتفين .
4-     حركة الرقبة
5-     التنفس بطريقة صحيحة في الماء.
6-     والأهم بعد ذلك هو التناغم بين كل هذه الوحدات الفرعية .
تخيلو الآن مدرب سباحة يدرب طلابه على السباحة مباشرة بدون تدريبهم على كل وحدة فرعية على حدة
ثم بعد ذلك تدريبهم على التناغم بين الوحدات الفرعية
التي تدربو عليها اصلاً ومن هنا يأتي الإتقان ثم الإحتراف بعد ذلك.
وتخيلو أيضاً شخص يريد التدرب على إحدة المهارات وعندما يبدأ التدرب والتطبيق فإنه يبدأ بالمهارة الكلية مباشرة
هذا الشخص سيظل طول عمره مبتدأ ولن يستطيع أن يصل لمرحلة المحترف
وإن أصبح محترفاً سيستغرق وقتاً طويلاً جداً مقارنة بالوقت الفعلي الذي تستغرقه المهارة .
تكلمنا عن الوحدات الفرعية للمهارة باختصار كي نستطيع أن نبين كيف يبدأ ألم النمو .
في البداية عندما يبدأ الشخص في ممارسة وتطبيق العادة
فإن ما يفعله في الحقيقة هو التدرب أو ممارسة إحدى الوحدات الفرعية للمهارة .
وبطبيعة الحال فإن كل وحدة فرعية هي أسهل في تطبيقها من المهارة
فحركة القدمين أسهل بكثير من مهارة السباحة ، وعمل جدول يومي أسهل بكثير من إدارة الوقت ،
وتنظيم المعلومات في الذهن أسهل بكثير من مهارة الذاكرة القوية .
…………………….إلخ .
ولكن متى يبدأ ألم النمو … ألم النمو غالباً مايعقب النشوة الناتجة عن تطبيق إحدى الوحدات المعرفية .
فالشخص الذي يستطيع أن يضع جدولاً يومياً تصيبه نشوة الانجاز المؤقت ،
وعندما يريد تطبيق إدارة كاملة للوقت إعتماداً على هذا الإنجاز هنا يبدأ ألم النمو ……
تفاصيل كثيرة مرهقة للذهن ، كمية كبيرة من المجهود ، توهان وعدم معرفة ماالذي يجب عمله جيداً ،
من أين يبدأ وكيف يسير في مسار إكتساب المهارة …إلخ .
السبب الثاني الذي يؤدي لألم النمو : هو أن يبدأ الشخص في تطبيق المهارة الكلية
بدون البدء في الوحدات الفرعية أولاً ، إذاً الشخص الذي يبدأ تطبيق أي مهارة كلية من الوهلة الأولى هنا يبدأ الاحساس بألم النمو .
وتتناسب شدة ألم النمو وقوته طردياً مع عدد الوحدات الفرعية التي يتم تطبيقها في المرة الواحدة .
فكلما قلت عدد الوحدات الفرعية التي يتم تطبيقها في المرة الواحدة
كلما قل ألم النمو .والعكس صحيح كلما زادت الوحدات الفرعية للمهارة
التي يتم تطبيقها في المرة الواحدة كلما زاد ألم النمو ….وهكذا .

كتبه : أسامة البدري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق